القضية الكوردية.. سيدة القضايا في الشرق الأوسط
زيد حسن
إن زيارة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الى الكنيست الإسرائيلي والإعلان عن اتفاقية السلام بين الدولة الإسرائيلية وحركة حماس في قطاع غزة من جهة وبين الدولة الإسرائيلية والعالم العربي والإسلامي من جهة أخرى ووصف الاتفاقية بالتاريخية، وإن العصر الذهبي للشرق الأوسط سوف يبدأ من خلال اتفاقية السلام الدائمة ليس بالحدث العادي، بل من أحد أهم الأحداث في الربع الأول من هذا القرن، ومن ثم الاتجاه الى قمة شرم الشيخ في مصر والتي نظمها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وحضرها معظم القادة العرب ووقادة الدول الإسلامية حيث تم التأكيد على معاهدة السلام بين إسرائيل وفلسطين ودول الشرق الأوسط من قبل جميع المشاركين في القمة المذكورة تعتبر منعطف تاريخي وصفحة جديدة بالنسبة للشرق الاوسط بشكل عام.
بعد القضية الفلسطينية، هل تصبح القضية الكوردية سيدة القضايا في الشرق الاوسط؟ نعم هي كذلك، فالشرق الأوسط والدول العربية خاصة لم تعد تلك الدول القديمة التي كانت تنادي بالعروبة وبالمفاهيم القومية والاشتراكية.. الخ. الدول العربية اليوم أصبحت دول مهتمة بالاقتصاد والتجارة الدولية من اجل مواكبة التطورات العالمية والحفاظ على كياناتها كدول راغبة في الاستمرار بعيدة عن الشعارات والنزاعات والحروب الغير مجدية والمتكافئة مع دولة إسرائيل والتي تفوقهم قوة.
من هذا المنطلق وعلى أسس الديمقراطية التي ما زالت شعار أمريكا والدول الأوربية والأمم المتحدة بشكل عام والتي تدعم حقوق الإنسان والشعوب والقوميات والتي لا تجد في منح الحقوق واستقلال الشعوب والقوميات جريمة يعاقب عليها تبقى القضية الكوردية هي القضية الوحيدة والأساسية في الشرق الأوسط والتي لا بد أن تمنح النور، وأن يتسلط عليها الضوء خاصة أن الخلاف مع سوريا على آلية الحكم فيها لم تتضح الى الآن.
لذلك ستبقى القضية الكوردية هي مفتاح التدخل والضغط الإقليمي والدولي على سوريا من أجل نيل الصفقات بشكل عام، كذلك الأمر في العراق حيث لم تستطع الحكومة العراقية بعد 2003 الى يومنا هذا تطبيق المفاهيم الديمقراطية المرضية للولايات المتحدة الأمريكية والمجتمع الغربي بشكل عام ولم تستطع التخلص من الهيمنة الإيرانية على كافة مفاصل الحكم في العراق بحيث أدى الفشل العراقي في إدارة الدولة الى تعزيز مكانة الكورد المتمثلة في حكومة إقليم كوردستان بقيادة الرئيس مسعود البارزاني لدى دول العالم خاصة أمريكا، ولاسيما أن حكومة إقليم كوردستان عززت مفاهيم الديمقراطية والتعايش السلمي بين كافة المكونات العرقية في الإقليم، وساوت بين كافة المكونات من ناحية إدارة الدولة والعدالة الاجتماعية بشكل عام.
الحكومة الإيرانية بدورها لم تنجح في إرضاء الغرب وما زالت تقرع طبول الحرب، وبالتالي شعلة القضية الكوردية ما زالت مشتعلة وهي ورقة لا تستهان بها في وجهة النظام الإيراني.
لا تخفى عن العين كوردستان تركيا والتي تمثل البركان الخامد التي تهدد الوجود التركي، وتركيا اليوم ليست تركيا البارحة، تركيا اليوم تواجه أزمات اقتصادية وتضخماً في الليرة التركية بالإضافة الى مواقفها المترددة في قطع العلاقة مع الشرق نزولا عند رغبة أمريكا أو الاستمرار في العلاقة مع روسيا ضماناً لوضعها الاقتصادي، ويبدو أن تركيا لا بد لها أن تخضع لأمريكا حفاظاً على وعودها كعضو في الناتو مع أنها تدرك إن قطع العلاقة مع روسيا ليس بالأمر الهين.
كل هذه القضايا الخلافية والمواقف التراكمية بالنسبة للدول المذكورة أسباب مقنعة للتدخل ودفع القضية الكوردية لكي تصبح أم القضايا في الشرق الأوسط بعد اتفاقية السلام التي أُعلنت بين إسرائيل وفلسطين من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 13/ 10 /2025. من الكنست الإسرائيلي وقمة شرم الشيخ في مصر.