قسد الى أين؟

قسد الى أين؟

جان كورد

المطرقة الطورانية لا تزال فوق رأس قسد وكوادرها، رغم المتغيّرات الدولية، وسندان النظام ومعه من ما زال معه من الفصائل التابعة لإيران تنتظر خروج قوات التحالف الدولي في الجانب الأدنى من نهر الفرات لتنقضّ على قوات قسد التي منها جزء هام من أبناء العشائر العربية ذات الخلفية الصدامية المعادية للوجود الكوردي عموماً والتي ترى في المجازر الصدامية ضد الكورد جهاداً في سبيل الدين الذي جعلوه جهادَ الدفاع عن العروبة التي لا تقل عداءً للكورد عن طورانية الأتراك.
في ظل الصراع الدموي المستمر حالياً في غزة ولبنان بين إسرائيل وحماس وحزب الله الذي فقد بريقه مثل حماس نتيجة تقديرات وحساباتٍ خاطئة، يتساءل المراقب السياسي عما ستفعله الولايات المتحدة الأمريكية ذات الوجود العسكري في منطقة الجزيرة، حيث بينها وبين قسد علاقات حميمة في مجال القتال ضد المتطرفين الإسلامية ولكنها لا تدافع عن قسد في مجابهة الهجمات الحربية التركية.
- هل ستنسحب قوات واشنطن كما انسحبت من أفغانستان والتي قد تغادر العراق أيضاً بعد عام أو عامين؟
- هل ستترك واشنطن "حليفها' القسدي في القتال، أو ستخونه مثلما فعل وزير خارجيتها الذئب الأسبق حينما عقد الشاه الإيراني اتفاقاً مع صدام حسين في عام ١٩٧٥ وتضمن الاتفاق سعياً مشتركاً لخنق الثورة الكوردية التي كان الرئيس الخالد الملا مصطفى البارزاني يقودها واضطر أن ينسحب بقواته الى إيران، ولكن انسحاب قوات قسد الى تركيا أو العراق تكاد تكون نهاية سلطة الأمر الواقع في الجزيرة.
فإلى أين يا قيادة قسد فيما إذا ضاقت عليكم الدنيا؟ وهل تم مناقشة الموضوع وتقديم الجواب الواقعي الصحيح لآلاف الشباب الكوردي الذين حملوا السلاح تحت أوامركم لخدمة شعبهم بإخلاص ووفاء؟
آمل أن يكون صدر قادة سلطة الأمر الواقع يتسع لهكذا مناقشة هامة يتعلق بها مصير شعبنا الكوردي وأن يعطوا شعبنا جواباً مقنعاً، ويتذكروا جيدا نتائج الفلسفة الفارغة لذلك القائد الذي هدد تركيا بحرق أنقرة أذا حاول جيشها احتلال منطقة جبل الكورد (عفرين)، وظهر للجميع أنه لم يجد القداحة المناسبة لافتعال حريق، سوى النار التي يتدفأ بها في كهوف جبل قنديل بعيداً جداً عن عفرين المغدورة.