الشرق الأوسط والمتغيّرات المتوقعة

الشرق الأوسط والمتغيّرات المتوقعة

كوردستان - الافتتاحية

التحوّلات الجارية في منطقة الشرق الأوسط تتسم بالتعقيد والسرعة، وتداعياتها تمتد لتشمل المنطقة والعالم أجمع. الأزمة السورية وحرب غزة هما مجرد شرارتين أشعلتا فتيل أزمة أوسع نطاقاً، تهدّد بتغيير معالم المنطقة بشكلٍ جذريٍّ.
كما أن تزايُد حدّة الصراع في المنطقة، وتوسُّع رقعة المعارك، و القيام بقتل قيادات بارزة والاشهار بتبنيها والتفاخر بها، وبالأسلحة المتطوّرة ووسائل غير معتادة وبأسلحة نوعية متطوّرة جداً، كلها عوامل تدفع نحو تصعيد خطير.
هذا التصعيد يهدّدُ بتقويض الاستقرار الإقليمي، وزعزعة الأمن، وزيادة حدّة التطرّف والإرهاب.ونشر ثقافة الكراهية، ولكن كيف يمكن للمجتمع الدولي والأمم المتحدة والقوى العقلانية المدافعة عن حقوق وتقدم شعوبها؟إن تحوُّل هذه الأزمة بأن تكون فرصة للتغيير، إذا ما تم استغلالها بشكل صحيح. فالتصعيد الحالي قد يدفع القوى الإقليمية والدولية والقوى السياسية إلى البحث عن حلول سياسية بديلة عن الحروب والقتل والتدمير لأنه في غير ذلك قد يستمرّ التصعيد العسكري، مما يؤدي إلى خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات، وتعميق الانقسامات الطائفية والعرقية واستمرار حالة عدم الاستقرار في المنطقة ولم يكن وقتها أحد بمنأى عنها.
الحل السياسي هو الفرصة الأساسية ويجب هنا أن تدفع الأزمة القوى الدولية المؤثرة إلى التفاوض والبحث عن حلول سياسية، مما يمهّد الطريق لتحقيق الاستقرار والتنمية في المنطقة.
وقد تتدخّل قوى خارجية بشكل مباشر أو غير مباشر في الصراع، مما يزيد من تعقيده ويؤخر عملية الحل.
إذاً:
يجب على القوى العقلانية في المنطقة أن تلعب دوراً محورياً في تهدئة الأوضاع، والعمل على إيجاد حلول سلمية للصراعات. يجب أن يتم ذلك من خلال:
الحوار والتفاوض وتشجيع الحوار والحوار بين الأطراف المتصارعة، بغية التوصل إلى حلول توافقية.
و يجب تكثيف الجهود الدبلوماسية لحشد الدعم الدولي لجهود السلام.
والتركيز على القواسم المشتركة بين الشعوب، وبناء الثقة بين الأطراف المتصارعة.
إن مستقبل الشرق الأوسط يظل غامضاً من دون البحث عن حلول سياسية.
وتبقى هناك بعض المؤشرات التي تدل على أن المنطقة مقبلة على تغييرات جذرية. فالأزمة الحالية قد تكون بداية لنهاية نظام إقليمي قديم، وولادة نظامٍ جديدٍ قائمٍ على التعاون والتكامل.
إن الأزمة الحالية في الشرق الأوسط تمثل تحدياً كبيراً للمنطقة والعالم أجمع. ولكنها في الوقت نفسه تمثل فرصة تاريخية لبناء مستقبل أفضل للمنطقة. فمن خلال الحوار والتفاوض، ويمكن تحقيق السلام والاستقرار، وتأمين تطلّعات الشعوب في الحرية والكرامة.