نكاية في مجانين العصر
مليكة مزان
سمعنا كثيرا عن جنون البقر وكيف يمكن له أن ينتقل بشكل قاتل مدمر للبشر، وها نحن نسمع عن جنون بشر من نوع شرس قَذِر، جنون لا يسلم من جرائمه إنسان أو عمران أو حيوان أو شجر وكل ذلك في غرب كوردستان، بل في كل كوردستان المحتلة وطن الكورد الأول والأخير.
سمعنا أيضا عن تصدي منظمة الصحة العالمية لجنون البقر، لكن لم نسمع لحد الآن عن أي منظمات أو أي أنظمة تحترم نفسها وقد تحملت مسؤوليتها، وقد أسرعت تتصدى بشكل قوي مشرف وجاد لهكذا جنون بشري مستفز مقرف حد الدوار والغثيان ، حد الغضب والضجر !
ما حصل منذ سنوات (وما يزال يحصل للأسف لحد اليوم ) في حق الكورد بعفرين وضواحي عفرين لا يمكن وصفه بغير جنون بشري فظيع أصاب موقف المنظمات والمجتمع الدولي منه بعجز تام ، والضمير البشري والحس الإنساني في أكثر من مقتل !
جنون البشر هذا انتشر بشكل مرعب بين أفراد فصائل سورية عائدة بكهوفها المعتمة من غابر التاريخ، من أقبح صفحات التاريخ، فكان لها وبشكل مؤلم من إنجازات العنف والدمار في حق الشعب الكوردي ما كان ...
ذاك أن جنون البشر هذا.. مظاهرة نسائية كوردية جريئة واحدة كانت كافية للتصدي لغطرسته، لفضح تبعات تلك الغطرسة على الأرض والإنسان والثقافة والشجر والحجر، فكانت مظاهرة/ صفعة منهن قوية لمجتمع دولي كم أبان عن عجزه التاريخي المقرف في التصدي لذاك الجنون كما ينبغي للتصدي أن يكون، فتحية احترام وإعجاب للنساء الكورديات المنتفضات، لهكذا نساء كورديات عفرينيات شجاعات عظيمات!
كمثقفة علمانية تنويرية مناهضة لكل أشكال العنف، كصديقة للشعب الكوردي العظيم داعمة لنضاله المتواصل في سبيل تحرره الكامل أعلن بكل حب وكامل فخر أني أضم صوتي الأمازيغي العالي لصوت النساء الكورديات وأردد معهن بتعاطفي الصادق وضميري الصارخ :
كفى من كل أنواع العنف والهمجية في حق كوردستان وشعبها المكافح العظيم !
كفى من أي تواطؤ دنيء إقليميا كان أو كونيا ضد مأساة الشعب الكوردي الموجعة !