نساء كاخرة اللبوات في وجه الظلم والاضطهاد

نساء كاخرة اللبوات في وجه الظلم والاضطهاد

شيخو عفريني

إن الانتهاكات والتجاوزات التي تحدث في مدينة عفرين ونواحيها السبع، تجاوزت انتهاكات النظام السوري بحق معارضيه. النظام كان ولا يزال لديه حجة لقمع معارضيه وهي الإسطوانة المشروخة في «محاربة الإرهاب»
ولكن ما هي الحجة التي يقوم بها مسلحو المعارضة السورية تحت مسمى فصائل «الجيش الوطني السوري» بحق أهالينا الكورد المتبقين في عفرين؟
لا يمرُّ يوم إلا وتشهد عفرين انتهاكات فظيعة بحق الكورد من اعتقالات، واختطاف وعمليات الاستيلاء على المنازل والأراضي وفرض الضرائب والإتاوات وانتهاكات أخرى يصعب الحديث عنها...
وكل هذه فقط لأنهم خُلقوا كورداً، عاشوا، ويعيشون على أرض الآباء والأجداد من آلاف السنين.
إبادة كاخرة
في يوم المولد النبوي الشريف، وضمن عمليات تضييق الخناق على أهالي بلدة كاخرة، فرص مسلحو فصيل «العمشات» المدرج ضمن لائحة العقوبات الأمريكية، ضرائبَ وإتاواتٍ جديدة على الفلاحين الكورد بنسبة 8 دولار أمريكي عن كل شجرة زيتون، وحسب معلوماتي أن البلدة تضم 100 ألف شجرة. وبسبل امتناع الأهالي في دفع الضرائب؛ اعتقل بعض الشبان من القرية، وتعرّضوا للضرب والتنكيل، فهبت النساء الكورديات وخرجن في تظاهرة منددة بالانتهاكات والتجاوزات، ولكن، تعرّضن لأشد أنواع الظلم والاضطهاد من قبل المسلحين كإطلاقٍ للرصاص الحي واعتداء عليهن بالضرب المُبرّح لتفرقة المظاهرة وفض التجمع.
إن ما قام به مسلحو العمشات إساءة كبيرة للثورة السورية التي قدّمت مئات الآلاف الشهداء والجرحى في سبيل إعلاء كلمة الحق ودحض الظلم والاستبداد عن السوريين، ويتطلب إنزال أشدّ العقوبات على مطلقي الأوامر والمنفذين والمتورطين.
إن ما تشهدها المنطقة من انتهاكات مستمرة بحق أهالينا الكورد يتوجب التكثيف من الجهود الرامية للحد من الانتهاكات وإخراج كافة المسلحين من البلدات والقرى والمدن وإعادتهم إلى جبهات القتال، هذه إن وجدت! والكف عن شؤون المدنيين وتشكيل إدارة مدنية من الكورد لإدارة المنطقة برمتها، بعيداً عن العسكرة والجمهرة والزمجرة والاستعلاء والاستقواء على الضعفاء المدنيين العُزّل.

السوريون هبوا في وجه النظام السوري الديكتاتوري في انتفاضات ومظاهرات واعتصامات سلمية، وقدموا مئات الآلاف من الضحايا من شهداءَ ومعتقلين ومفقودين؛ في سبيل إنهاء الحكم الشمولي والسير بسوريا نحو دولةٍ ديمقراطية تعددية تُضمن فيها حقوق جميع القوميات والأديان والمذاهب، وما يقوم بها مسلحو المعارضة بحق الكورد وصمة عار في التاريخ المعاصر، لا بد من الغيوريين الحقيقيين من العرب والكورد إدانة الانتهاكات وإيصال مظلومية الشعب الكوردي إلى الجهات المعنية الدولية والمنظمات الحقوقية لإحقاق الحق وسوق المجرمين والمنتهكين إلى العدالة.

أخيراً، نُحيّي مقاومة نسائنا في كاخرة اللواتي وقفن في وجه الظلم وعبّرن عن موقفهن النابع من روح الكوردايتي والتشبث بالأرض والعرض، وأبين كافة أنواع الظلم، وقلن كلمتهن قولاً وفعلاً.