التشفّي.. ومصرع القاتل
عمر كوجري
لم يكن قاتل أطفال سوريا حسن نصر الله في أرياف حمص وحماة وحلب الأول الذي تعرّض للتصفية الجسدية من قبل الجيش الإسرائيلي، فقد قُتل من قادة الصف الأول وكوادر الحزب الطائفي الكثير، فقد صفي أبرز قادة الحزب (إبراهيم عقيل- أحمد وهبي- فؤاد شكر- طالب عبد الله) وغيرهم.
هذا الحزب الذي ومنذ تأسيسه عام 1982 وبإيعاز من مراكز الأمن في طهران، وضع لبنان وإرادته في أيدي نظام الملالي في إيران، وحوّل لبنان إلى محمية إيرانية، وأدخل لبنان في دوامة الطائفية المقيتة، وهو من قتل أبرز القادة اللبنانيين أمثال: رفيق الحريري، وجورج حاوي، ووليد عيدو، وأنطوان غانم، وفرانسوا الحاج، ووسام عيد، ووسام الحسن، ومحمد شطح، وسمير قصير، وجبران توينى، وبيير الجميل، ولقمان سليم، وغيرهم.
ابتهج بمقتل هذا القاتل قطاعات واسعة من السوريين وخاصة في المناطق التي ابتليت بجرائم حزب الله الذي ومنذ 18-4-2011 أعلن انحيازه للنظام في دمشق، وأرسل ما يقارب ال 8 آلاف مقاتل لنصرة النظام الذي بدأ يتهاوى تحت الضربات الموجعة التي ألحقتها به المعارضة السورية المسلحة، وكاد أن يسقط لولا تدخل حزب الله منذ عام 2011 وكذلك توافد الآلاف من مقاتلين إيرانيين وميليشيات شيعية من باكستان وأفغانستان واليمن وغيرها.
فقد ارتكبت قوات حزب الله جرائم بشعة كثيرة بحق السوريين وثورتهم، لكن كان لهذا الحزب دور كبير في معركة القصير بين الجيش السوري وحزب الله من جهة وقوات المعارضة السورية أهمها الجيش السوري الحر وجبهة النصرة من جهة أخرى، وقد استمرت 18 يوماً وانتهت بسيطرة الجيش السوري على المدينة.
ولأن حزب الله له تاريخ مخز وحافل بالجرائم التي ارتكبها بحق المدنيين العزّل في مختلف المناطق السورية كان من الطبيعي أن يعبّر المواطنون السوريون عن بهجتهم " بنفوق" المجرم نصرالله، ويذكر أحد القادة الإيرانيين " حسن همداني أن حزب الله كان أكثر حماسة للدخول فى المعارك بسوريا من إيران نفسها، بل إن الأمين العام حسن نصرالله، هو من شجَّع إيران على التدخّل.
وبعد كل الجرائم التي ارتكبها حزب الله الذي قاده النافق حسن نصرالله لأكثر من ثلاثين سنة، انتشرت منشورات كثيرة على صفحات التواصل الاجتماعي تقول بما معناه: إذا كنت مبتهجاً بقتل عدوك، لا تشمت بموته، أو لا تبارك اليد التي قتلته، كون هذه اليد هي عدوة لك أيضاً..
الحقيقة، الشماتة بمقتل قاتل أطفال سوريا مباحة، وضرورة، ومن يقتل عدوي حتى لو كان عدواً " آخر" فلا بد من الفرح.. هذا الفرح الذي افتقده السوريون منذ 2011 وقبلها منذ احتلال البعث للسلطة في سوريا بأوائل ستينيات القرن الماضي وحتى هذه اللحظة .