بعيداً عن العواطف والمجاملات
لقمان يوسف
لكل أمة عظمائها وشخصياتها التي تترك البصمات على الصفحات المشرقة لتاريخ تلك الامة واستحالة محوها من ماحٍ.
الأمثلة كثيرة لا مجال لذكرها جميعاً، ولكن الجدير قوله ان كل امة تفتخر وعبر الاجيال بمنجزات تلك الشخصيات وهي دائماً مبعث لفخرها، ولا تتردد في تمجيدها، بل في تقديسها احياناً.
الأمة الكردية لا تفتقر الى ذلك ان لم نقل بأنها اغنى من غيرها بإنجابها لشخصيات اعتبرت من العظماء وتم تقييمها بذلك من قبل المختصين واصحاب الشأن.
فمثلاً ان اعتبرنا كلاً من غاندي ونهرو من عظماء الأمة الهندية، نابليون بونابرت من عظماء الأمة الفرنسية، جورج واشنطن الأمريكي، شي هوانغ تي الصيني، يوليوس قيصر الروماني، كورش الفارسي وغيرهم الكثير الكثير، ألا يحق لنا كشعب وكأمة كردية أن نبجّل ونفتخر بالخالد مصطفى البارزاني الذي قلّ نظيرُه في التاريخ الحديث والقديم؟
مصطفى البارزاني الذي حمل لواء الحرية طيلة حياته واختار العيش في أحلك الظروف من اجل تحرير شعبه من براثن الطغاة وايصاله الى بر الامان.
الشخصية التي ابتعدت عن ملذات الحياة ونصب امام عينه حرية شعبه المغبون وفضل حمل السلاح والعيش في الكهوف على العيش في المنتجعات والحياة الرغيدة التي كانت تعرض عليه من قبل اعدائه قبل الأصدقاء. الشخصية التي ضحّت بكل ما هو غالٍ ونفيس من أجل الهدف السامي الذي بقي مؤمناً به حتى اللحظة الأخيرة من حياته.
الشخصية التي تعرض أهلها للتنكيل، وعانى من التهجير والنفي والسجون والقهر، وارتكبت المجازر بحق الآلاف من شعبه وبشكل خاص من عشيرته دون ان يثنيه ذلك من عزيمته.
هذه الشخصية العظيمة ورغم كل الأهوال التي صادفته خطط بشكل جيد لمستقبل شعبه واستطاع أن يُخرّج من مدرسته النضالية شخصيات استطاعت حمل اللواء من بعده وتابعت المسيرة في ظروفٍ قاسية لا تقل قساوتها في فترات معينة عن تلك التي عايشها سلفهم.
الخالد مصطفى البارزاني بتسليمه راية النضال لكل من نجليه المناضل المرحوم إدريس، والمناضل مسعود ليكملا المسيرة من بعده لم يأتي من عبث، إنما كان على دراية تامة بأنهما خير من يصلح لذلك والواقع ماثل امام الجميع.
ليس من المبالغة أن نقول بأن البارزاني تكهن وعرف كيف يحافظ على حلقة الوصل بين نضاله ونضال أحفاده، ونجح في ذلك نجاحاً مبهراً عندما كلف الزعيم الحالي مسعود بارزاني الذي أنجب مسروراً والشهيد إدريس الذي أنجب نيجيرفان والذي لا يمكن لعدوٍ قبل الصديق أن ينكر ذلك.
الزعيم مسعود البارزاني الذي يعتبر بحق خير خلف لخير سلف استطاع وبفضل مشاربه من المدرسة النضالية للخالد مصطفى البارزاني أن يجابه مخططات خبيثة خططت للقضاء على آمال شعبه، وموازاةً لذلك استطاع وضع الاسس المتينة لبناء كوردستان المستقبل والاستفتاء الذي قرر اجراءه مؤخراً دليل ساطع على ذلك، وكذلك العلاقات البينية مع الدول ومن نتائجها فتح هذا الكم من القنصليات في هولير، والإعمار الذي يعم جميع انحاء كوردستان ليست بحاجة للبراهين والادلة.
ليست مبالغة لا ومجاملة عند القول إن الحلقات النضالية ما زالت متصلة ببعضها البعض، حلقات تربط المدرسة النضالية للبارزاني الخالد بأحفاده عبر رمز الأمة الحالي مسعود البارزاني.
بوركت أمة تملك شخصيات بهذه المزايا التي تؤمن بحقيقتين لا ثالث لهما:
الأولى، إن تراب كوردستان مقدس لا يجوز المساس به والحقيقة. والثانية، استعداد هذه الشخصيات بالذود عن حياض الامة واراقة دمها من اجلها.
بورك شعب اكثريته يبجل عظمائه ويكره مرتزقيه الذين يعملون نهاراً جهاراً في خدمة الاعداء.
بورك شعب أغلبية افراده تتمنى بناء تماثيل من ذهب لعظمائها وتتمنى رفرفة علم كوردستان على قمم وسفوح جبالها.