الحزب الديمقراطي الكوردستاني-سوريا من النشأة إلى الحاضر

الحزب الديمقراطي الكوردستاني-سوريا من النشأة إلى الحاضر

ولات محمد

يُعدُّ الحزب الديمقراطي الكوردستاني-سوريا أحد أقدم الأحزاب الكردية في سوريا، وله دور محوري في النضال من أجل حقوق الكرد السوريين. تأسس الحزب في النصف الأول من القرن العشرين وتطور عبر عقود من الزمن ليصبح قوة سياسية رئيسية في كوردستان سوريا. ومع اقتراب الذكرى السنوية السابعة والستين لتأسيسه، تتجلى أهمية استعراض مسيرة الحزب منذ نشأته وحتى يومنا هذا، وتسليط الضوء على التحديات والإنجازات التي مر بها، بالإضافة إلى دوره في ظل التطورات السياسية الراهنة والدعم الذي يتلقاه من الحزب الديمقراطي الكوردستاني.
نشأة الحزب الديمقراطي الكوردستاني-سورياPDK-S
تأسس الحزب الديمقراطي الكوردستاني-سوريا في 14 يونيو 1957، في سياق نضال الشعب الكردي لتحقيق حقوقه القومية في سوريا. جاء التأسيس بنضال عدد من المثقفين والسياسيين الكورد في كوردستان سوريا استجابة لاحتياجات الشعب الكردي الذي كان يواجه سياسة التهميش والاضطهاد من قبل الحكومات السورية المتعاقبة. ارتكزت أهداف الحزب على تحقيق العدالة الاجتماعية، والاعتراف بالهوية الكردية، وتطبيق مبدأ الحكم الذاتي في المناطق الكردية.
مراحل نموه وتطوره والانقسامات التي شهده
شهد الحزب الديمقراطي الكوردستاني-سوريا عدة مراحل من التطور السياسي والتنظيمي. في الستينيات والسبعينيات، حيث النزاعات بين قادة وأعضاء الحزب، أدت إلى انقسامه في عام 1963 وانسحاب كل من "اليمين واليسار" من الحزب وواجه الحزب قمعًا حكوميًا مما دفعه للعمل في السرية. خلال هذه الفترة، مما دفع بالقائد الخالد ملا مصطفى البارزاني، إلى عقد اجتماع بين الطرفين في إقليم كوردستان، ولكن ذلك لم يكن ممكناً، ليتم لاحقاً إعلان حزب "البارتي" في عام 1970.

توسع الحزب في قواعده الشعبية وبنى شبكة قوية من الأعضاء والداعمين. ومع اندلاع الحرب الأهلية السورية في 2011، وجد الحزب فرصة لتعزيز دوره السياسي والعسكري في مواجهة التحديات الجديدة.
الاتحاد السياسي
في نيسان عام 2014، ومع تصاعد الأزمة السورية وتزايد الضغوط على الشعب الكردي، شهدت الساحة السياسية الكردية في سوريا تحولًا نوعيًا بتوحيد أربعة أحزاب كردية رئيسية: البارتي، جناحي حزب آزادي، وحزب يكيتي. هذا الاتحاد السياسي الجديد، الذي سُمِّي الحزب الديمقراطي الكوردستاني-سوريا، كان يهدف إلى تعزيز القوة السياسية للكرد وتوحيد الجهود لتحقيق الأهداف المشتركة.
وتأسس الحزب الديمقراطي الكوردستاني-سوريا في أربيل، على أساس شعارات مثل "التجديد، الإصلاح، والتعايش"، ووصف قادته بأن "اتحاد الأحزاب الأربعة في حزب واحد هو ضرورة تاريخية، مضيفين بأنهم من خلال هذا الاتحاد سيعملون على تحقيق أهداف الشعب الكوري في كوردستان سوريا".
الوضع الحالي للحزب في ظل التطورات السياسية على الساحة السورية
في السنوات الأخيرة، واصل الحزب الديمقراطي الكوردستاني-سوريا لعب دوراً بارزاً في المشهد السياسي السوري والكردي. تأثرت سياسات الحزب بشكل كبير بالتطوُّرات العسكرية والسياسية على الأرض، بما في ذلك الصراعات بين القوى الإقليمية والدولية في سوريا. على الرغم من التحديات الكبيرة، بما في ذلك الضغوط من النظام السوري والقوى المتطرفة، نجح الحزب في الحفاظ على وجوده وتأثيره في مناطق كوردستان سوريا.
الدعم السياسي والاجتماعي من الحزب الديمقراطي الكوردستاني-العراق
يحظى الحزب الديمقراطي الكوردستاني-سوريا بدعم كبير من الحزب الديمقراطي الكوردستاني-العراق وقيادته، ممثلة بالرئيس مسعود بارزاني. لعب البارزاني دورًا بارزًا في حقن دماء الأكراد وتوحيد جبهة العمل الكردي من أجل الحصول على الحقوق المشروعة للشعب الكردي. هذا الدعم تجلّى في تقديم المساعدات السياسية والإنسانية، وتعزيز التعاون بين الأطراف الكردية المختلفة لمواجهة التحديات المشتركة.

أخيراً:
يظهر بوضوح الدور المحوري الذي لعبه ولازال في النضال من أجل حقوق الكرد في سوريا. من النشأة إلى التحالفات السياسية الكبيرة والتحديات المعاصرة، تظل مسيرة الحزب شاهدًا على الإرادة الصلبة للشعب الكردي في تحقيق حقوقه وبناء مستقبل أفضل. في ظل التطورات الحالية، يبقى الحزب لاعبًا أساسيًا في الساحة السورية والكردية، ملتزمًا بأهدافه ومبادئه التي تأسس عليها قبل عقود، مع الاستفادة من الدعم المتواصل من الحزب الديمقراطي الكوردستاني-العراق لتعزيز موقفه وتحقيق أهدافه المشروعة.
عاش نضال حزبنا على نهج البارزاني الخالد / المجـد والخـلود لشهادئنا الابــرار