كوباني .. مازالت تبحث عن الحقيقة

كوباني .. مازالت تبحث عن الحقيقة

إعداد: مكتب إعلام قامشلو

كوباني هي مدينة كردية سورية تابعة لمحافظة حلب، وهي مركز منطقة كوباني. تقع على بعد 30 كيلومتراً شرقي نهر الفرات وحوالي 150 كيلومتراً شمال شرق حلب.
انسحبت قوات النظام السوري منها وتحررت بذلك المنطقة من براثن النظام منذ يوليو 2012، وسيطرت وحدات حماية الشعب وهي الوحدات العسكرية التي أسسها حزب الاتحاد الديمقراطي.
وفي أوائل عام 2014 وتحديداً بتاريخ 2 يوليو تعرضت مدينة كوباني والقرى المحيطة بها لهجوم من مقاتلي تنظيم داعش وفي 16 سبتمبر استأنفت تنظيم داعش حصار المدينة بهجوم واسع النطاق من غرب وجنوب المدينة وما لبثت أن اقتحمت المدينة وسيطرت على معظم مناطقها بعد أن نزح جميع سكانها نحو تركيا نتيجة هذا الصراع المسلح بين وحدات الحماية الشعبية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي وتنظيم داعش.
حيث لم تتمكن قوات تنظيم داعش من إتمام السيطرة على المدينة بسبب غارات التحالف الدولي التي الحقت دماراً كبيراً بتنظيم داعش، ثم انضمت إلى المدافعين عن المدينة مجموعة من قوات البيشمركة ووحدات من الجيش السوري الحر.

لماذا سميت كوباني بهذا الاسم؟
أصل الاسم الكردي لمدينة كوباني، أن اصل الاسم من الكلمة الإنجليزية "company" التي تعني شركة، في إشارة إلى شركة السكك الحديدية الألمانية، التي بنت هذا الجزء من سكة حديد قونية - بغداد منذ عام 1911.

السكان:
يبلغ عدد سكان كوباني أكثر من 350000 ثلاثمائة وخمسون ألف نسمة حسب إحصاء 2006 . وتتبع لها عدد من النواحي الإدارية (صرين والشيوخ) و400 قرية.

الموقع والمساحة والحدود:
كوباني مدينة كوردية صغيرة معربة بقرار سياسي إلى (عين العرب) في الجزيرة العليا، مركز منطقة كوباني، تتبع محافظة حلب. تقع إلى الشرق من وادي الفرات في أطراف المرتفعات التي تحمل اسمها والتي تشكل أرضاً ناهضة تدعى: نهوض كوباني، وعند التقاء السفحين الشمالي والشمالي الغربي لهضبة مشتنور الكلسية مع سهلي سروج الشرقي وسروج الغربي.
تغطي الصخور البازلتية أعالي الهضبة وعلى أطرافها تنتشر المراعي الجيدة. أما في السهلين فقد تجمعت تربة لحقيه غضارية خصبة. وتبعد عن مدينة حلب 157كم باتجاه الشمال الشرقي عند الحدود السورية التركية، وإلى الشمال الشرقي من جرابلس حيث تبعد عنها نحو 40كم. المساحة الإجمالية لهذه المنطقة 273000 هكتار أي ما يعادل 2730كم2.
وتحد منطقة كوباني من الشمال الحدود السورية – التركية، ومن الشرق والجنوب تحدها المناطق الإدارية التابعة لمحافظة الرقة، ومن الغرب تحدها وتساير حدودها نهر الفرات.

المناخ:
كون منطقة كوباني منطقة داخلية وكما هي حال المناخ في المناطق الداخلية تتباين الفروق الحرارية بين الليل والنهار، وبين فصلي الصيف والشتاء، كما تختلف هذه الفروق بين شمال المنطقة والواقعة ضمن منطقة الاستقرار الثانية وبين جنوب المنطقة الواقعة ضمن منطقة الاستقرار الثالثة، وتتزايد الفروق الحرارية بين الليل والنهار في الصيف أكثر منها في الشتاء.

الأمطار والثلوج:
ويختلف الهطول في المنطقة ما بين شهر وأخر وأكثر الهطولات تحدث في فصلي الشتاء والربيع كما يختلف الهطل في نوعية التساقط فمنها المطر والثلج والبرد وكنتيجة نجد منها ما يكون نعمة ومنها ما يكون نقمة.

المياه:
كانت منطقة كوباني، منطقة وفيرة بالمياه فيما مضى، وكما أن تربتها الخصبة تناسب معظم المحاصيل الزراعية حيث كانت تتوفر في المنطقة المياه الجوفية والسطحية والتي أخذت بالنضوب بسبب جور الاستغلال والتغيرات المناخية التي أدت إلى جفاف الأرض ونضوب المياه الجوفية والسطحية منها ولا تزال بعض البحيرات الجافة شاهدة على ذلك، منها بحيرة كوباني وهي بحيرة صغيرة تبعد 1كم عن مدينة كوباني غرباً. شكلها دائري قطرها 100م تتغذى من عدة ينابيع أهمها عين مرشد. كانت مستنقعاً تم صرف مياهه واستصلح قاعه وجوانبه واستخدمت المياه في إرواء مزارع سهل سروج الشرقي وسقاية الحيوانات، تجف في نهاية الصيف أحياناً حفرت بجوارها بئر لتغذية قسم من شبكة مياه كوباني للشرب.
الينابيع: تقع في الشمال الغربي من سهل سروج الشرقي على بعد 1كم شرقي كوباني إلى الغرب منها تل أثري يبلغ تعدادها (10) ينابيع صغيرة تقل غزارتها عن 750ل/ثا. تجري في جدول صغير يروي بساتين كوباني.

التربة:
تقع منطقة كوباني ضمن منطقة الاستقرار الثانية والثالثة، أي أن المناخ المسيطر على المنطقة هو المناخ القاري والشبه الجاف وتتميز بالحرارة العالية صيفاً وبالبرودة شتاءً، وتصنف التربة في منطقة كوباني إلى ثلاث مجموعات رئيسة هي:
التربة البنية والحمراء الداكنة (كروموزول) في شمال المنطقة.
التربة البنية الصفراء في وسط وجنوب المنطقة.
التربة اللحقية في الغرب، وتعد هذه الترب من الأماكن التي تجود فيها شتى أنواع الزراعات، خاصة وأن المياه الضرورية (مياه نهر الفرات) في متناول اليد وقريبة. ولكن كوباني حرمت من الاستفادة من مياه نهر الفرات بسبب السياسات العنصرية للنظام الحاكم.
تزرع ترب الكروموزول بالحبوب وخاصة القمح في السهول، ولما كانت هذه الترب حمراء داكنة عندها تكون ذات أصل بازلتي كما في هضبة مشته النور.
والترب البنية الصفراء تنتشر جنوب نطاق ترب الكروموزول فهي تعكس لنا المناخ شبه الجاف الذي يسود على هذا النطاق فهي ترب فقيرة بالقياس إلى النوع الأول لذا كان هذا النطاق موئل زراعة الشعير.
يكاد ينطبق النوع الأول على النطاق المناخي الجبلي الداخلي (القاري) الذي يتراوح أمطاره بين (350-400مم) ونطاق الترب البنية الصفراء على النطاق المناخي المتوسطي شبه الجاف (السوري) ذي الأمطار بين (200-350مم).
ترب الكروموزول ثقيلة وعرضه للتشقق وتشمل السهول الشمالية الغربية للبلاد وهي تمثل منطقة زراعة القمح في سورية وإذا ما توفر لها الري فهي ممتازة لزراعة القطن.
تحوي الأتربة البنية الصفراء على كميات عالية من الكلس والتربة متحجرة غالباً وغير ثابتة التركيب وهي تمثل منطقة زراعة الشعير.

النبات والحيوان الطبيعي:
يمكن أن نستنتج الحياة البرية في المنطقة من خلال المناخ السائد، حيث تقتصر النباتات على النباتات الشوكية والقصيرة والحوليات التي تنمو بعد هطول الأمطار كالزعتر البري والبابونج والفطر والكمأة وغيرها من النباتات كالحشائش التي تنمو في فصل الربيع أما في فصل الصيف فيقتصر النبات على الشوكيات المتحملة للجفاف، أما الوحيش فهي قليلة بشكل عام وهي في تناقص مستمر بسبب الصيد كغذاء أو لحماية الحيوانات الداجنة كصيد الثعالب، وتعيش في الأماكن الخالية من السكان كالأرانب والثعالب وطائر الحجل والسنونو والعصافير البرية، كذلك توجد في المنطقة الحيوانات التي تغطي جسمها بدروع لحماية نفسها كالقنافذ والسلاحف وتوجد بعض الأحياء الضارة بالمحاصيل كفئران الحقل والجراد والسحالي وغيرها من الحشرات النافعة والضارة، كذلك توجد الثروة السمكية على أطراف الفرات والتي تستثمر بشكل محدود.

هجوم داعش على كوباني
في بداية عام 2014 تعرضت مدينة كوباني لهجوم من قوات تنظيم داعش، ولكنه لم يكن هجوماً حاسماً ولم يسفر عن نتائج ميدانية ذات قيمة كبيرة.
وفي 16 أيلول 2014 شن تنظيم داعش هجوماً واسع النطاق أسفر عن السيطرة على أكثر من 350 قرية كردية، وفرض حصاراً على كوباني من الجهتين الجنوبية والغربية، مما أدى إلى نزوح أكثر من 300 ألف كردي فروا عبر الحدود إلى تركيا.
ورغم تدخل قوات التحالف الدولي بتنفيذ العديد من الضربات الجوية ضد قوات تنظيم داعش (بلغ المتوسط اليومي للطلعات الجوية عشر طلعات قتالية تقريباً)، فإن قوات التنظيم استطاعت دخول كوباني والسيطرة على معظم أجزائها بما فيها المربع الأمني، كما حاولت مرات عدّة الوصول إلى معبر مرشد بينار، وهو البوابة التي تصل كوباني مع بلدة مرشد بينار التركية.
أدت النجاحات الأولية لقوات تنظيم داعش إلى تزايد الاهتمام الدولي بمعركة كوباني حتى أصبحت حجر الزاوية في الأزمة السورية بتصدرها نشرات الأخبار والعناوين الرئيسية للصحف العالمية، إلى جانب المعارك التي تدور على الجغرافيا العراقية ضد تنظيم داعش.
كما انتقل ذلك الاهتمام إلى القادة السياسيين مما أسفر عن إرسال مائة وثلاثين مقاتلا من قوات البشمركة الكردية عبر الأجواء والأراضي التركية (وحدة رمي ناري)، ودخول عدّة مئات من مقاتلي الجيش السوري الحر بقيادة العقيد عبد الجبار العكيدي عبر بوابة مرشد بينار.
أدى التركيز الإعلامي على معركة كوباني إلى إعطائها بُعداً رمزياً كبيرا لكل من الشعب الكردي والقادة السياسيين الغربيين على حد سواء، وهذا ما يفسر المظاهرات الاحتفالية للأكراد في عدة مدن تركية بعد ساعات من الإعلان عن تحرير المدينة وطرد مقاتلي تنظيم الدولة منها.
حددت الإستراتيجية العسكرية الأميركية -التي أعلنها الرئيس باراك أوباما- الإطار العام للعمل العسكري ضد تنظيم داعش، حيث نصت على القضاء على تنظيم داعش في العراق وتحجيم قدراته في سوريا.
وأدى الالتزام بتلك الإستراتيجية إلى تخصيص بعض الطلعات الجوية لتدمير مصادر تنظيم داعش الاقتصادية ومراكز القيادة، وقصف مواقع تابعة لجبهة النصرة وأحرار الشام وتنظيم خراسان، بينما تم تخصيص معظم الجهد الجوي لتدمير قوات تنظيم داعش في كوباني وأية قوات قادمة لتعزيزها.
واستطاعت تلك الضربات الجوية أن تلحق خسائر فادحة بقوات داعش في البعدين المادي والبشري، ويستدل على ذلك بحجم الخسائر التي تكبدها التنظيم، حيث أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن تنظيم الدولة خسر 1196 قتيلا من أصل 1737 قتلوا في تلك المعارك.
لقد كان بإمكان قوات التحالف أن توقف تقدم قوات تنظيم داعش خلال الأسابيع الأولى من المعركة، ولكنها فضلت استمرار المعركة أطول فترة ممكنة لأنها اعتبرت كوباني مصيدة ومنطقة تقتيل مثالية لقوات تنظيم داعش، وساعدها على ذلك ضعف التخطيط العملياتي لدى قادة داعش وإصرارهم على الاستمرار في خوض معركة فاشلة.
أدت مساهمة قوات البيشمركة وفصائل الجيش الحر إلى تعويض النقص الحاد الذي عانت منه قوات الـPYD في بُعديه البشري والناري، كما رفعت معنويات المقاتل الكردي الذي بدأ يشعر بأنه ليس وحيداً في معركته المصيرية. ويضاف إلى ذلك قناعة المقاتل الكردي بأنه يدافع عن تاريخ وشرف الأمة الكردية، وأن عليه أن يقدم على التضحية بروحه من أجل ذلك التاريخ والشرف.

كوباني وليلة الغدر
بدأ إرهابيو داعش في ساعات الفجر الأولى، من يوم الـ25 من شهر حزيران عام 2015، بالتسلل، إذ كان عددهم حوالي 100 إرهابي، قادمين من بلدة صرين الواقعة جنوب كوباني، واستطاعوا الدخول بالرغم من تواجد حواجز أمنية متعددة تابعة لإدارة PYD.
بدأت العملية الإرهابية بداية، بمجزرة قرية برخ بوتان في جنوب كوباني، إذ هاجمها الإرهابيون، وغدروا بـ 23 مدنيا بينهم أطفال ونساء وشيوخ كانوا نائمين، استشهدوا على إثر ذلك، وأكملوا من قرية برخ بوتان حتى سوسان وترمك بيجان وبقية القرى حتى المدينة .
بعدها توجه الإرهابيون إلى مركز مدينة كوباني، وتمكنوا من اجتياز حواجز أسايش PYD ودخول عمق المدينة وارتكبوا مجزرة هناك أيضا بالقرب من سوق الخضرة والمناطق المحيطة بفرن كوباني وطريق حلب وجنوبي كوباني وطريق شيران شرقي المدينة وشمالها بالقرب من الجمارك وبالقرب من مشفى مشتى نور وحي حاج بركو وغيرها. وجاءت الهجمات في وقت كان فيه النازحون من كوباني يعودون إلى مدينتهم المنكوبة.
تضاربت الأنباء عن أعداد الضحايا، وقدرت حينها بما لا يقل عن 600 شهيد وجريح مدني، في مركز مدينة كوباني والقرى التابعة لها.
وقد حمّلت آنذاك الأمانة العامة لـ المجلس الوطني الكردي في سوريا، حزب الاتحاد الديمقراطي PYD مسؤولية عدم كشف الحقيقة بخصوص مجزرة كوباني (عين العرب) التي راح ضحيتها أكثر من 500 شخص من المدنيين العزل، جلهم من الأطفال والنساء والشيوخ، في 25 حزيران 2015.
وقال المجلس في بيانه: في صبيحة 25 من شهر حزيران عام 2015 هزّت مدينة كوباني (عين العرب) شرقي حلب جريمة بشعة ارتكبتها مجموعات إرهابية مسلحة حيث قاموا بعمليات قتل عشوائية للأهالي في الشوارع والمنازل، وراح ضحيتها المئات من الشهداء، معظمهم من المدنيين الأبرياء.
وأضاف البيان أن هذه الجريمة تُعدّ في عداد جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، وقد حدثت بعد أشهر قليلة من تحرير المدينة من داعش بواسطة قوات التحالف الدولي والبيشمركة ووحدات حماية الشعب.
ولفت البيان: إلى انه ما زالت ملابساتها غامضة، وينتظر ذوو الضحايا بفارغ الصبر كشف الحقيقة عبر تحقيق شفاف، وأكدت أن الجميع لا يزال يتساءل عن الجهة التي قامت بهذه الجريمة البشعة وكيف دخلت المدينة بأسلحتها.
وأشار البيان إلى أن المجلس يدين بشدة جريمة ليلة الغدر، ويحمل PYD مسؤولية عدم كشف الحقيقة بحكم أن المدينة كانت تحت سيطرتهم، ويؤكد على أن هذه الجريمة لن تمحو آثارها إلا بالكشف عن الحقيقة، وأن تأخذ العدالة مجراها، ومحاسبة مرتكبي هذه الجريمة النكراء.
ويتهم حزب الاتحاد الديمقراطي PYD تنظيم داعش بتنفيذ هذه المجزرة، في محاولة منه لإعادة السيطرة على المدينة مرة أخرى، إلا أن كثيرًا من النشطاء والمراقبين يتساءلون عن كيفية دخول أعداد كبيرة من المقاتلين إلى المدينة على الرغم من وجود حواجز ومقرات للحماية والمراقبة في كامل محيطها. كما أن المعارك حينها كانت تدور في بلدة صرين جنوب كوباني حينها، أي أن تنظيم داعش كان في موقف الدفاع وليس الهجوم، ما يطرح العديد من التساؤلات عن الجهة التي نفذت الهجوم او من سهلت ذلك.

الوصف القانوني
يظهر من أماكن تنفيذ المجزرة أن مخططو العملية ومنفذوها تقصدوا قتل أكبر عدد ممكن من المدنيين بهدف بث الرعب والذعر بين الأهالي الآمنين وقتل وتصفية أكبر عدد ممكن من المدنيين مما يضفي على العمل صفة الأعمال الإرهابية والتي ترمي فقط إلى قتل الأبرياء بهدف بث الرعب والذعر بين الآمنين وحيث أنه ليس هناك تعريف جامع حول الارهاب والأعمال الإرهابية ولكن جميعا تجمع على أن الأعمال الإرهابية هي تلك الأعمال التي تهدف إلى بث الرعب والفزع والخوف في نفوس الآمنين.
كما أن المجازر التي ارتكبتها تنظيم داعش من حيث استهدافها المدنيين العزل وكذلك من خلال العملية الواسعة النطاق التي قامت بتنفيذه ( غالبية أحياء مدينة كوباني والعديد من القرى التابعة لها ) ترتقي إلى جرائم ضد الإنسانية وأن عمليات القتل المتعمد بحق المدنيين العزل أنما كانت موجه ضدهم بهذه الصفة وكما يظهر من أماكن تنفيذ العملية وجميع الحالات التي تم توثيقها أنها استهدفت أشخاص مدنيين بصفتهم هذه مما يضفي على العمل صفة الجرائم ضد الإنسانية والتي تعني اي فعل ارتكب ضمن إطار هجوم واسع النطاق موجه ضد اية مجموعة من السكان المدنيين.
كما أن المنطقة هي منطقة نزاع وتناحر بين المجموعات المختلفة وخاصة بين تنظيم داعش وبين وحدات حماية الشعب التي تبسط سيطرتها على مكان وقوع العملية إلى جانب المناطق المتاخمة والمحيطة بها وحيث أن العملية استهدفت المدنيين بصفتهم هذه دون غيرها مما يضفي على العمل صفة جرائم الحرب.
فان العملية أنما استهدفت مجموعة عرقية بذاتها بحكم صفتها هذه كون المجازر التي ارتكبتها تنظيم داعش الإرهابي ترتقي إلى جرائم الإبادة الجماعية بحق القومية الكردية على اعتبار أن مدينة كوباني وريفها هي منطقة كردية وأن عمليات القتل المتعمد بحق المدنيين العزل أنما كانت موجه ضدهم بهذه الصفة بهدف قتل وتصفية أكبر عدد ممكن من أبناء هذه القومية فهي بهذه الصفة أنما تندرج ضمن جرائم الإبادة الجماعية وفق ما تنص عليه جريمة الإبادة الجماعية وتعني اي فعل يرتكب بقصد اهلاك جماعة قومية او اثنية او عرقية او دينية اهلاكاً كلياً او جزئياً.