أضواء على زيارة فخامة الرئيس مسعود البارزاني التاريخية لبغداد
كوردستان - الافتتاحية
زيارة فخامة الرئيس مسعود بارزاني إلى بغداد والتي تعدُّ الأولى من نوعها منذ ست سنوات تاريخيةً ومهمّةً جداً لما تشهد المنطقة من مستجدات سياسية ومنعطفات خطيرة على الصعيدين الدولي والإقليمي فضلاً عن الأوضاع الداخلية ومحاولات إلزام الأطراف المحلية بجميع الاتفاقيات الداخلية والبينية السابقة، والتي خلفت عنها الحكومات السابقة أمام إقليم كوردستان وتقوية الشراكة مابين حكومة المركز والإقليم بإزالة العقبات التي تعترضها.
إنها زيارة تاريخية حقاً، وانتظرها العراقيون بكلّ مكوّناتهم القومية والدينية طال انتظارها، وتعدٌّ هذه الزيارة التي جاءت بعد ست سنوات من الانقطاع، وقد هيّأ سيادة الرئيس الظرف لهذه الزيارة بعد ترتيب الأجواء مع إيران، والعلاقات مع الدول المؤثرة في العراق، والتقى بسفرائهم وكذلك العلاقات مع الأطراف العراقية المختلفة والتي كانت العديد منها تكيل الاتهامات جزافاً على إقليم كوردستان، وقياداته.
هذه الزيارة تعدُّ مفصلية، وقد جاءت لتوّثق جميع القرارات وتضعَ أرضية حقيقية لعمل وطني مشترك، وشراكة فعلية في السلطة والثروة تنطلق من المصالح العليا للبلد، وكذلك تنطلق من مصالح الإقليم وحكومته بكافة مكوّناته القومية المتعايشة، وأيضًا أن المشتركات لا يجب أن تتفكك، وألا تتجزأ، وإن أخذ الآراء المختلفة لكافة الأطراف وتوثيق هذه الآراء وتقاربها يجب أن يكون بقرارات تلامس طموح المواطن العراقي، وموقع الدولة العراقية سواء في الإقليم أو في المركز.
الزيارة وما تحمله في طياتها لا تقتصر على الجانب المحلي فقط، بل في الجوانب الاقتصادية والأمنية والسلم، فالمُتغيّرات الدولية الخارجية وشبح الحرب الذي يُخيّم على المنطقة برُمّتها ومحاولة تجنُّب العراق لها جانب مهم أيضاً من زيارة الرئيس البارزاني إلى بغداد، ولاسيما أن سيادته يتمتع بدور واحترام سياسي مهم ومؤثر إقليمياً ودولياً كما يؤكد مراقبون محايدون.
إن وجود فخامة الرئيس بارزاني ودوره السلمي والإيجابي عامل خير وسلام، وهو رسالة هدوء وتطمينات في المرحلة المقبلة، لأنه لو دخل العراق في هذه الحرب سواءً حرب غزة أو حرب لبنان سيكون العراق الخاسر الأكبر لأن الفصائل المختلفة ستعمل لصالح أجندات الغير.
الأهم من ذلك أن الرئيس بارزاني هو أحد الركائز الأساسية للعملية السياسية برمتها في العراق، وبإمكانه حلحلة كلّ المشاكل بين المتصارعين السياسيين في بغداد فضلاً عن إيجابيات كثيرة على المستوى البعيد.