حُمّى الانتخابات في المنطقة والعالم
عمر كوجري
الانتخابات صورة حضارية، وعملية حرة ورسمية بالغة الديمقراطية من أجل الاختيار السليم لتكليف مواطنين بتولي مناصب معينة، فيما إذا كانت سلسة وسليمة وبعيدة عن التزوير، وحقيقية عن واقع، لا وهمية ولا شكلية، هذه الصورة توجّه المواطنين الذين يحق لهم حق التصويت من الانتخابات البلدية على مستوى القرية الصغيرة القصية والصغيرة إلى مستوى الأقضية والمناطق والمحافظات، والمقاطعات، ومن ثم إلى اختيار ممثلي الشعب في البرلمان، وإلى انتخاب أكبر وأعلى وظيفة في الدول وهي وظيفة رئيس الجمهورية التي تعبّر عن سيادة ومقام الدول، كون الرئيس المدعوم من شعبه وبرلمان شعبه يستطيع أن يفوز بصلاحيات أقرب للوساعة بحسب الدستور المعمول في ذلك البلد.
قبل ثلاثة أيام انتهى التصويت في إيران على انتخاب رئيس جديد للجمهورية الإسلامية الإيرانية بعد مصرع الرئيس الإيراني ووزير خارجيته في حادث تحطم طيارة غامض في شهر مايو الماضي، ولا يبدو في الأفق أن اختراقاً ديمقراطياً سيحدث في جسد الدولة التي تحكم بالحديد والنار منذ حوالي أربعة عقود ونصف..
وكذلك انتهت الانتخابات التشريعية في فرنسا، قبل أيام، وكما كان متوقعاً وفي أكثر من مكان على مستوى أوروبا فوز اليمين المتطرف، وتتالي ردود الفعل في الساحة السياسية الفرنسية "عقب إعلان التقديرات الأولية لنتائج الدور الأول من الانتخابات التشريعية في فرنسا، والتي تصدّرها حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف وحلفاؤه".
في الولايات المتحدة الأمريكية يتنافس الرئيس الحالي بايدن والسابق ترامب (ديمقراطي وجمهوري) للفوز برئاسة أمريكا أقوى دولة في العالم على الإطلاق، وستجري هذه الانتخابات في 5 نوفمبر من العام الحالي..ومن المتوقع أن ينجح ترامب لأن ملفات كثيرة ظلت عالقة دون حلول في عهد بايدن، وهذه حال الحزب الديمقراطي بشكل عام.
كذلك يستعد شعبنا في إقليم كوردستان لخوض الانتخابات التشريعية للبرلمان الكوردستاني والتي حددها الرئيس نيجيرفان بارزاني في تشرين الأول القادم..ومن المرجح وكما هو متوقع فوز الحزب الديمقراطي الكوردستاني بالأغلبية النيابية التي تؤهله لتشكيل الحكومة التي ستتشكل بعد إجراء انتخابات برلمان كوردستان..
أما الحديث عن الانتخابات المزمع إجراؤها في كوردستان سوريا والتي يديرها من ألفها إلى يائها حزب ب ي د والتي تأجلت نتيجة مواقف دول كبرى رافضة لإجراء الانتخابات كالولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك بريطانيا، بدعوى أن الظروف غير مناسبة للخوض فيها، ولكن كعادة أي سلطة استبدادية ادّعت سلطة ب ي د أن الانتخابات تأجلت لشهرين بناء على رغبة الأحزاب المشاركة من أجل تحسين أداء الدعايات الانتخابية، وهذه الإدارة تعلم، وغيرها يعلمون أن التأجيل تم لعدم القدرة على مواجهة الرفض الإقليمي والدول المؤثرة ذات القرار الكبير على مستوى العالم.
حمى الانتخابات في استعار وازدياد كبير، في الدول الديمقراطية يفوز الحزب الذي يملك شعبية، ولديه برنامج سياسي ومعيشي وخدمي واضح، أما في منطقتنا فالتعويل على انتخابات نزيهة غالباً ما تصطدم بجدار القوى المتحكمة بالسلطة.