انتخابات محسومة النتائج

 انتخابات محسومة النتائج

كوردستان- الافتتاحية

في ظل أجواء غير مثالية البتة، وتباين في الرؤى من قبل تيارات سياسية عديدة، وحالة الأمن بأنواعه المتردية، والمزيد من الإفقار، وتحديات حياتية ومجتمعية كبيرة، أبدت الإدارة الذاتية التابعة لسلطة ب ي د إجراء انتخابات هي في حقيقتها تحصيل حاصل، وصورية، وستجرى في الحادي عشر من حزيران الجاري.
لا نضيف جديداً حين نقرُّ، ونؤكد مما أسلفناه أن هذه الانتخابات محسومة النتائج سلفا تحت سلطة الأمر الواقع وبقوة السلاح، وفي الحقيقة، ليس للمواطنين فيها أي اختيار سوى ما يتم الإملاء عليهم من قبل كوادر حزب العمال الكوردستاني التركي والمتواجدين على الأراضي السورية، والمشهورين بمسمى " الكادرو" الذين خلقوا بيئة غير آمنة في عموم المنطقة الكردية، وهم الذين يديرونها بالفعل، وما المسؤولون الظاهريون إلا أشكال لا تحل ولا تربط، والقرار الأخير يأتي من هؤلاء..وهم يتلقون تعاليمهم بشكل مباشر، ويومي من قنديل مقر قيادة العمال الكردستاني.
لقد فرضوا على شعبنا وبالإكراه عقداً اجتماعياً مؤدلجاً، وفق نظام حزبهم وفلسفته المستمدة من أفكار الحزب" الأم" وهي أفكار تتعارض مع ثقافة شعبنا الكردي وقيم العيش المشترك مع المكونات الأخرى من جهة، كما أنهم ومن خلال الكومينات يهددون المواطنين بأن من لا يستلم البطاقة الانتخابية، ومن لا يخولهم بالتصويت سوف يحرم من الخبز والمحروقات وكل مستلزمات الحياة.
كما أنهم يجبرون الموظفين والمجندين بالقوة والتهديد في مناسباتهم الحزبية، ويفرضون عليهم التصويت لصالح قوائمهم المعلنة سلفا.
بطبيعة الحال، لا يخفى على أحد بأن هذا الحزب وأسلوبه لم يكن يوماً يتعامل مع الأمور والبشر بحرية وديمقراطية بل وفق أسلوب التهديد والإرهاب، وهذه الأساليب المقيتة معروفة عنهم.
وما الانتهاكات بحق المجلس الوطني الكوردي والحركة السياسية الكردية إلا تأكيداً على ممارساتهم الترهيبية من حرق المكاتب ومنع الأنشطة القومية والإساءة الى الرموز القومية الكردية بشكل واضح، ودون أي خجل أكثر، وأفظع مما كان يمارسه نظام البعث.
يقوم هذا الحزب وعلى الدوام بحملات اعتقالات واختطافات للمثقفين والإعلاميين، فهل هؤلاء سيقبلون بالانتخابات؟ إضافة الى أن هذه المنظومة الحزبية هي المسؤولة عن نسف ما تم الاتفاق في المفاوضات الكردية في ٢٠٢٠ والتهرب منها في الوقت الحاضر، وخلق أعذار ما أنزل بها من سلطان.
كل ذلك من أجل إفشال أي مسعى أو أفق قريب نحو وحدة الكلمة الكردية التي لم يسألوا عنها يوماً.