الجريمة المشتركة بين كروكوس والبنتاغون

الجريمة المشتركة بين كروكوس والبنتاغون

ميران ميراني

كلما تمعنتُ في حيثيات الجريمة الإرهابية التي حصلت في كروكوس الروسية والتي راح ضحيتها أكثر من ١٥٠ قتيلاً وأكثر من مائة جريح.. رأيت الوجه الثاني للجريمة التي ضربت مركز التجارة العالمية في أمريكا في ١١ سبتمبر عام ٢٠٠١ ...
الجهة التي ضربت (روسيا وأمريكا) هي جهة واحدة ولو اختلفت الأسماء بعض الشيء، لكن الفرق هو أن الجهة التي ضربت روسيا هي تابعة للمخابرات الروسية، والجهة التي ضربت أمريكا هي تابعة للمخابرات المركزية الأمريكية.
أمريكا حتى تغيّر قواعد اللعبة في العالم، يجب أن تخلق مشكلة أو جريمة كبرى وفوضى؟ وعلى ضوء التغييرات تضع قواعد جديدة للسياسة العالمية، كما أشعلت الحرب بين العراق وإيران، كذلك دخلت إلى العراق بتهمة حيازة الأسلحة البيولوجية، وسلّمت زمام الأمور لنظام الملالي في طهران ليقوم بدوره بتنفيذ المخططات والأجندات الأمريكية في المنطقة.
أمريكا هي التي أشعلت الربيع العربي من خلال توفُّر منصات التواصل الاجتماعي لشعوب المنطقة وهي التي أسست تنظيم داعش الإرهابي، وسلطتهم على الكرد والسنة في العراق وسوريا، وهي التي منعت تغيير نظام الأسد المجرم في دمشق طبعاً من خلال الضغط الإسرائيلي بمنع تغييره.
روسيا لجأت الى السياسة الأمريكية بخلق ذريعة قوية لاجتياح أوكرانيا وذلك بعد إعلان فرنسا إرسال قوة عسكرية مؤلفة من ألفي جندي لمساعدة أوكرانيا في الدفاع عن احتلال روسيا لها.
أعلن بوتين بعد القرار الفرنسي بيوم أن روسيا تعلن الحرب، أي إعلان حالة الطوارئ والقوة العسكرية الروسية إلقاء القبض أو اجتياح أي منطقة لا تلجأ الى النيابة، وأخذ الأذن منها، فأرسلت المخابرات الروسية المجموعة الإرهابية لقتل أكبر عدد من الناس وحرق التركواز التجاري في ، وتركهم حتى الحدود الأوكرانية لتتهم كييف بأنها هي وراء تلك الجريمة البشعة، ولكي تجتاح القوات الروسية أوكرانيا وتدميرها كما دمّرت المدن والبلدان السورية على رؤوس أبنائها، وكما تفعل إسرائيل حالياً في تدمير غزة.
لم أقتنعْ بسيناريو المخابرات الروسية التي قدمت للعالم، بل عندما نربط الأحداث مع بعضها البعض، نرى أن ما قامت به المجموعة الإرهابية هو تنفيذ مخطط بوتين بضرب أوكرانيا بالصواريخ الباليستية، وتدمير بنيتها التحتية واحتلالها لأن شبح الحرب أصبح عبئاً عليه من الناحية الاقتصادية والبشرية والعسكرية.