كوردستان على الطريق الصحيح

كوردستان على الطريق الصحيح

جان كورد

يبدو أن التحديات التي على شعبنا التغلُّب عليها في زمن السلم لا تقلّ خطراً عن تحديات زمن القتال والتضحيات الجسيمة التي قدّمتها هذه الأمة المستضعفة، في كل أجزاء الوطن الكبير الممزّق.
ومن أهم العراقيل التي يجب تجاوزها، من خلال تعبئة أبناء وبنات الكورد بشكلٍ صحيح هو توعيتهم كي لا ينخدعوا بما ينثره زعماء وسياسيو الأعداء من مزاعم، ويتفقون عليه من إجراءات وتعاونٍ علني وسرّي ضد الكورد، إذ منهم من يظهر قبل انتخابات بلاده وكأنه "كوردي أصيل!"
فها هي رئيسة حزبٍ عنصري تحمل جهازها الخلوي وهي على منصة الخطابة في برلمان بلادها ليسمع أعضاء البرلمان صوت المغني الكوردي الراحل والكبير "شاكرو" في إحدى أغانيه الشهيرة وتظهر متأثرةً بغناء ذلك الكوردي، وذلك لتخدع شعبنا كما نعتقد لأن مواقفها السياسية العنصرية من هذا الشعب معروفة، وذاك رئيسٌ اكتشف فجأةً أن الكورد مكوّن أصيل من مكوّنات المنطقة، وله وجود تاريخي عريق في المنطقة، في حين طلب رئيس دولة لا تنفك حكومتها تشنق شباب الكورد أن تسمح له الجماهير التي يخاطبها في ملعبٍ كبير بأن يمدح الشعب الكوردي ثم يهتف بصوت جهوري "عاشت كوردستان"، كما لا يخفى أن الذي دافع عن وجود اسم "كوردستان" في التاريخ التركي أثناء حكم مصطفى كمال قد شرع فيما بعد قبيل الانتخابات يسخر من الذين يعترفون بوجود كوردستان سابقاً صحيحٌ من الناحية التاريخية وواقع البلاد.
أما في اقليم جنوب كوردستان، فثمة تراجع شامل عن كل بنود الدستور العراقي المتعلقة بالفيدرالية الكوردية، وأكبر مثالٍ على ذلك ما يصدر عن المحكمة العراقية الأعلى من قرارات منافية للدستور الذي أقرّه العراقيون بكافة أحزابهم وطوائفهم وأديانهم... ووصل الأمر بأن أقلية برلمانية تطالب بمقعد رئاسة المحافظة في كركوك، في الوقت الذي يجب أن يكون من حصة الكورد حسب القانون والدستور.
علينا ألا ننسى أن السيد دونالد ترامب، يسعى لنيل أصوات الأمريكان من أصول كوردية بإقدامه على الاعتذار عن خيانته لهم قبل سنواتٍ قلائل، وزعم أنه سيسعى في حال انتخابه مجدداً لتصحيح أخطائه حيالهم، بل قال إن الوقت قد حان لتكون للكورد دولتهم، ثم قال "بارك الله أمريكا" كالعادة، إلاّ أنه أضاف " وكوردستان".
وهكذا نرى النفاق والمزاعم الكاذبة بهدف النجاح في انتخابات الجيران من حولنا، إلاّ أن الأمل كبير في أن تستمر السياسة الكوردية عامةً في السير على الطريق الصحيح، طريق التفاعل والتوحّد داخلياً بشكلٍ أعمق وأقوى، وتحقيق الإنجازاتٍ الشجاعة والمفيدة وتوسيع دائرة العلاقات مع العالم، رغم الأشواك التي يرميها الأعداء على طريق حرية الكورد المستضعفين.