الجولة الحادية والعشرون من اجتماعات أستانا بشأن سوريا

الجولة الحادية والعشرون من اجتماعات أستانا بشأن سوريا

كوردستان - الافتتاحية

في عقدت الجولة الحادية والعشرون من أستانا في كازاخستان بتاريخ24-25 يناير 2024 عكست نتائج الجولة الحادية والعشرين من اجتماعات أستانا الوضع المتأزم في سوريا. فكل طرف من الأطراف المشاركة لديه مصالح مختلفة ومشاكل مختلفة ومساع مختلفة مع الأطراف الأخرى.
حيث تسعى تركيا إلى تأمين حدودها الجنوبية من التهديدات المحتملة القادمة من سوريا، كما تسعى إلى إعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم. أما روسيا، فهي تريد الحفاظ على نفوذها في سوريا، وتدّعي منع تقسيم سوريا، والمحافظة على النظام بل تريد الحفاظ على نفوذها، ودورها في الشرق الأوسط بعد أن خرجت كلٌّ من العراق واليمن وغيرهما من نفوذهما.
أما إيران، فهي تريد الحفاظ على النظام الدكتاتوري القائم في السلطة، كما تسعى إلى منع انتشار الجماعات المناوبة لها في المنطقة.

في ظل هذا الوضع، من الصعب التوصُّل إلى اتفاقات سياسية أو تفاهمات حقيقية بين الأطراف المشاركة في أستانا. فقد اكتفت الأطراف في هذه الجولة بضبط إيقاع العمليات العسكرية، وزيارة بيدرسون المبعوث الأممي إلى دمشق لعقد الجولة التاسعة من التفاوض.
المبعوث الأممي السيد غير بيدرسون، أعرب عن أمله في عقد الجولة التاسعة من المفاوضات بين النظام والمعارضة السورية في أقرب وقت ممكن. كما شدّد على ضرورة خفض التصعيد في سوريا، وتحرّك قضية المعتقلين. إلا أنّه لم يعلن عن أية اختراقات عملية في هذه القضايا.
ومن القضايا العمومية التي تمخّضت عن الاجتماع مسألة وحدة الأراضي السورية، حيث أكد الأطراف المشاركة في أستانا على ضرورة احترام وحدة الأراضي السورية. إلا أنّ هذا الموقف لا يعكس الواقع على الأرض، حيث تسيطر مجموعة دول وفصائل مسلحة تعمل بالوكالة على مساحات واسعة من الأراضي السورية وهناك سوءُ تقديرٍ وتعبيرٍ غير دقيق حيث يتهمون الكورد بالانفصال بعيدة عن الواقع والحقيقة لأن الكورد، وخاصة المجلس الوطني الكردي في سوريا رؤيته واضحة، وهو مشارك مع المعارضة الوطنية السورية، وجزء منه وإن كانوا يقصدون ب ك ك وهو لا يمثل الكورد البتة. ولا أحد من القوى السياسية الكردية يطالب بالانفصال.
بشكل عام، إن نتائج الجولة الحادية والعشرين من اجتماعات أستانا تشير إلى أنّ الحل السياسي للأزمة السورية لا يزال بعيد المنال. وإن الدول المؤثرة مازالت أجنداتها مختلفة، ولا يكترثون بمعاناة الشعب السوري التي طالت أمدها.