انتفاضة السويداء.. وإصرار السوريين على الانتقال السياسي

انتفاضة السويداء.. وإصرار السوريين على الانتقال السياسي

كوردستان- افتتاحية

الحراك المتجدّد والمندلع في السويداء ودرعا، وغيرها من المدن السورية، يمكننا أن نتسمع من خلاله إلى أصوات السوريين الطالبين بالحرية والكرامة، وما ينتج عن صدى ذلك على الصعيد الوطني العام، وعلى كامل الجغرافيا السورية، وكذلك من قبل المواطنين السوريين إلى حيث أماكن تواجدهم ليسمع منها نداء السوريين، ويسترجع منها الأفكار والتوجُّهات التي كانت في بدايات الثورة السورية السلمية قبل أن تتحول، وتنزلق إلى متاهات القتل والتدمير من قبل النظام أو إلى الخطاب الديني المتعصب والعنصري المشبع بالأصولية والسوداوية التي أفرخت داعش وأخواتها، والعودة إلى الخطاب الأصيل والواقعي الذي صدر، ويصدر عن السوريين.
ويتجدّد هذا الخطاب الآن في السويداء ودرعا وباقي المدن السورية المتضامنة معها في محاولة لعودة السوريين المطالبين بمستقبل مشترك وعيش مشترك بين كافة المكونات السورية القومية منها والدينية والإيديولوجية والإقرار بحقوق الجميع والتأكيد على دورهم في مستقبل البلد.
على أن تكون سوريا دولة متعددة القوميات والثقافات والأديان يضمن دستورها الحقوق القومية لكافة المكونات وفق العهود والمواثيق الدولية.
في هذه الحالة من الطبيعي أن يلتفت إليه السوريون بعد المعاناة الطويلة من وجود دولة فاشلة تحكم بعض مناطقها أجهزة قمعية وميليشيات غير سورية من جهة ومجموعات مسلحة وقوى ظلامية وإدارات أمر الواقع المفروضة بقوة السلاح على المواطنين بالإضافة إلى فتح المجال السوري أمام الصراعات الدولية والإقليمية على حساب معاناة السوريين فضلًا عن معاناتهم من الأوضاع المعيشية والاقتصادية الصعبة إلى درجة لا يطاق من تردّي الوضع المعيشي والفساد المكرس في مؤسسات النظام وكذلك الميليشيات والمتحكمين بالسلاح على السوريين.
لا بدّ من إيجاد آلية تبعد الملف الإنساني عن الابتزاز السياسي التي تمارسه بعض الأطراف الدولي أيضاً منها ما يستخدم ذلك كسلاح لمصلحة النظام، ومنها ما يستخدمها لزيادة السيطرة والنفوذ، الأمر الذي بات واضحاً من سيطرة المسلحين وحتى أفراد تابعين لهم على مقدّرات المناطق والبلد بأكمله.
هنا لا بدّ من ذكر العودة الطوعية المضمونة للاجئين عبر تحقيق الانتقال السياسي وفق القرارات الأممية، وتوفير البيئة الآمنة والملائمة لذلك.
بالتأكيد، إن السوريين مصرّون على الانتقال السياسي، والاشتغال والعمل والنضال من أجل سوريا دولة تعددية لكل السوريين تعزّز قيم العيش المشترك دون إقصاء وتهميش.