ثورةُ أيلولَ ملحمةٌ خالِدةٌ في ذاكرةِ الوطنِ

ثورةُ أيلولَ ملحمةٌ خالِدةٌ في ذاكرةِ الوطنِ

أمل حسن

انطلقتْ ثورة أيلول التحرريةُ في: 11 أيلول 1961، بقيادة الراحل البارزاني الخالد، والتحقَ الرئيس مسعود البارزاني بصفوف الثورة بتاريخ: 20-5-1962، عندَما كانَ فتىً يافعاً معَ شقيقهِ الراحل إدريس البارزاني، وهوَ مُفعمٌ بحبِّ الوطن، وخدمة القضية الكوردية، تِلكَ المبادئ السامية التي تلقَّاها من والدهِ الراحل البارزاني الخالد.
وقد اندلعتِ الثورةُ، عندما بدأت القوات العراقية بشنِّ غارات مُكثَّفة على مواقع الثوار الكرد، فتصدَّى لها الثوَّارُ، وأعلنوا انطلاقةَ ثورة أيلول المُباركة.
وتعتبرُ ثورة أيلول من أعظم الثورات الكوردية للأسباب التالية:
1- أنها كانتْ ثورةً كوردستانيةً عامَّةً، شاركَ فيها الثوَّارُ الكوردُ من أجزاء كُوردستان الأربعة.
2- تحريرُ مناطق كوردستانية شاسعة في فترة وجيزة، بدءاً من خانقين إلى زاخو.
3- إجبار الحكومة العراقية برئاسة أحمد حسن البكر على الاعتراف بالحكم الذاتي للمناطق الكوردية.
4- إحداثُ مؤسسات ثورية في المناطق المُحررة لإدارتها بأسلوب حضاري.
5- مُشاركةُ النساء الكُورديات فيها، من خلال بيع مجوهراتهنَّ، وتقديمها كدعمٍ مادي للثورة.
وكانَ للثورة ثلاثُ تشكيلات عسكرية في مناطق: كركوك والسليمانية وبهدينان.
ومن أشهر معاركها معاركُ جبل متين وهندرين وحوض رواندوز، إلا أنَّ أعظمها والتي شكَّلتْ مُنعطفاً في الثورة باتجاه النصر هي معركة زاويتا: 12-12-1961
تلكَ المعاركُ كانتْ في عام 1963 والتي تعتبرُ من أشرس وأعنف أعوام الثورة، ليسَ من خلال كثرة معاركها وشراستها، إنما من خلال تجمهر، وتآمر الدول الأربع المحتلة لكوردستان: سورية والعراق وتركيا وإيران على الثورة، فقد شاركتْ تلكَ الدول إلى جانب الحكومة العراقية آنذاكَ لإخماد لهيب ثورة أيلول، وذلكَ من خلال مشاركة الجيش السوري بأسراب من طائرات الميغ، وإرسال لواء اليرموك من الجيش السوري المؤلَّف من ثلاثة آلاف جندي لمواجهة الثوَّار الكورد، وقد قامتِ تلكَ الدول بإنشاء غُرف عمليات مشتركة في كركوك والموصل، للتنسيق فيما بينها، بهدف القضاء على الثورة، وتمكَّنوا من محاصرة الثوَّار الذينَ كانتْ إرادتُهم أقوى منْ اتحاد أعدائهم وقوَّتهم الكبيرة، فاستطاعَ الثوَّار كسرَ طوقِ الحصار، و بدءَ المعاركِ المُوجِعة ضدَّ القوات الغازية لكوردستان.
لقد قال الرئيسُ مسعود البارزاني في ثورة أيلول: " إنَّ ثورةَ أيلول أصبحتْ مصدرَ قوةٍ لمراحل أخرى من مراحل نضال الشعب الكوردستاني".
وعن بطولة ثوَّارها قال الرئيسُ مسعود البارزاني: " لقد قاتلوا جميعاً ضدَّ الظلم والاحتلال، فكانتِ الثورة بحق ثورةً تُمثِّلُ إرادةَ المواطن الكُوردستاني".
تركتْ ثورةُ أيلول بقيادة البارزاني الراحل بصمتَها في تاريخ الشعب الكوردي الحديث، إذا أثبتتْ إرادةَ الشعب الكوردي البطل وتصميمهُ على نيل حقوقهِ المشروعة، وعدم الرضوخ لإرادة الدول الغاصبة لكوردستان.
منَ الجدير بالذكر أنَّهُ في هذه المناسبة والحدث التاريخي، من واجبنا أن نتذكر مقاومة بيشمركة غرب كوردستان وتضحياتهم وأن نقطفَ لكم ثمارَ كفاحهم، ونكتب ما تفضَّلَ أحدُ ثوَّار ثورة أيلول المجيدة، والحائز على وسام قائد الثورات وثورة أيلول البارزاني الخالد، البيشمركه والعميد (حسين سوري) عن أبطال هذه الملحمة العريقة في جذور التاريخ، وعن دماء شُهدائنا الأبرار الذين ضحُّوا بحياتهم من أجل حماية سيادة الأراضي المقدَّسة لإقليم كوردستان أنَّ البيشمركة (محمَّد رشيد) من مواليد قرية زغات التابعة لمنطقة ديريك في كوردستانَ سوريا أولُ مَنْ استُشهِدَ من كورد غرب كوردستان في ثورة أيلول في عام 1963م في قرية (شاخکێ) التابعة لمحافظة دهوك، وقد تركَ الشهيدُ " محمَّد رشيد" بصمته الذهبية في سجلات تاريخ الشعب الكوردي وثورتهِ المُثمرة في ذاكرة الوطن مثلَ الكثيرين من أبناء شعبنا المُقاوم في وطننا الحبيب والمحتل.
عاشتْ إرادةُ الشعب الكوردي الصامد ومُقاومتُهُ ضدَّ الأنظمة الدكتاتورية ذاتُ العقلية الشوفينية ضدَّ قضيتنا العادلة، وبقيتْ تُعادي إنجازات ثورة أيلول القوية حتى اليوم.
ولهذا السبب تستمرُّ أبشعُ أنواع القسوة والجرائم الوحشية التي لا تغتفر من تاريخ العنصرية والديكتاتورية ضدَّ شعبنا، إذ لم يتركوا سوى القتل والدمار في كلِّ جزءٍ من أرض كوردستان الأبية، وينظرون بكلِّ حقدٍ إلى حضارة إقليم كوردستان ومدينة هولير (أربيل) وأسوارها العظيمة التي شُيِّدتْ بأيدي الأبطال الكرد، وإلى أضوائها الساطعة بفضل دماء آلاف الشهداء.

تحيةُ إكبارٍ لأرواح شهداء ثورة أيلول، ولجميع شهداء الكورد وكوردستان،.
وعلى رأسهم روح الكوردايتي رمز سيادة الوطن الأبُ الخالدُ الملا مصطفى البارزاني.