المحكمة العراقية العليا.. وجدلية أحكامها المزاجية
مموجان كورداغي
لقد أنشأ البعثيون في العراق عام 1968 محكمة أسموها بمحكمة الثورة وذلك بعد انقلابهم على الحكم والاستيلاء على مفاصل الدولة العراقية، وشكلوا هيئة رسمية وسموها ب (محكمة الثورة) والتي كانت قد خلفت المحكمة العراقية العليا أثناء الحكم الملكي بقيادة نوري السعيد، وكان أهم بنود إنشاء هذه المحكمة هي محاربة (الفساد وحماية حقوق المواطنين) حسب الدستور، ولكن في الواقع كان هدف تشكيل هذه المحكمة وقبلها المحكمة العراقية العليا هو التنكيل بالمعارضين وإرهاب المواطنين وإركاعهم حسب مفهوم الملك وفيما بعد حزب البعث (حزب القائد والدولة) وبعد سقوط نظام البعث في عام 2003 بقيادة المقبور صدام الحسين، والذي قتل الملايين من العراقيين كورداً وعرباً وتركماناً، ومن جميع الطوائف والأحزاب دون استثناء، والتخلُّص من محكمة كهذه. بعدها، استبشر العراقيون خيراً ببناء دولة مدنية فيدرالية حقيقية تحترم حقوق جميع مواطنيها دون استثناء، ولكن الذي حصل وخاصة بعد التصويت على الدستور العراقي في عام 2005 والذي شارك فيها 80% من العراقيين، عمد العرب (شركاء) الكورد بإدارة الدولة وخاصة القوى الإسلامية الشيعية المحسوبة على إيران بالاستئثار بالسلطة، والحكم بنفس واحدة والتهرُّب من تنفيذ بنود الاتفاقيات وانتهاك مواد الدستور مراراً وتكراراً بحد ذاته وخاصة المادة 140 من الدستور العراقي المتعلقة بإزالة آثار التعريب، واحترام خصوصية إقليم كوردستان الفيدرالي وحماية حقوق شعبها شبه المستقل، وبالتالي تراكمت الأزمات الجديدة القديمة والتي أورثوها من النظام البائد ناهيك عن خلق مشاكل جديدة ومفتعلة ومقصودة وإضافة الأعباء على كاهل مواطني إقليم كوردستان عمداً والذين أصلاً كانوا منهكين، وعانوا طويلاً، وما يزال من تبعات وآثار النظام البائد المتمثلة بالتعريب وتدمير قراهم ومدنهم وقصفهم بجميع صنوف الأسلحة، فمرة بقطع رواتبهم، ومرة بإيقاف تصدير مواردهم الطبيعية إلى الخارج بحجة تنفيذ قرارات المحكمة العراقية العليا والتي يلجأ إليها العراقيين لمعاقبة شعب إقليم كوردستان، والتفكير بالعقلية المركزية التي زرعها البعث في أدمغتهم، وأصبحت ثقافة يديرون بها شؤون حياتهم إدارة نظامهم التي أصبحت بيد الفاسدين والخاسرين وخاصة بعد أحداث والفتنة التي خلقها العرب في كركوك بالآونة الأخيرة واستشهاد 4 متظاهرين كورد على أيدي ميليشيات الحشد الشعبي، ولكي ينفذوا أجندات القوى الإقليمية الفاشلة لجؤوا إلى مسخرة المحكمة العراقية العليا أو ما يسمى ب (محكمة الثورة) وهذه القوى التي دمّرت بلدانها، وجوّعت شعوبها بحجة تصدير الثورة، ولكن محاربة الكورد هو الهدف الرئيسي لهذه الثورة، وهذه القوى الظلامية سواءً أكانت في إيران والعراق أو سوريا وتركيا.
وهنا يكمن السؤال، ويبادر في ذهن المواطن الكوردي: إلى أين تفضي شراكتنا في العراق مع العرب والإقليم؟ نعم إنها مجرد لعبة يلعبها القوى العراقية المتحكمة بالقرارات ومفاصل الدولة لكي يتهربوا من الاستحقاقات والاتفاقات.
العراق أصبحت دولة فاشلة بكل المقاييس ومنذ تأسيسها لم تعمد إلى حل مشاكلها إلا بالحروب والدمار والآن يعمدون إلى تأجيلها وتراكمها وترحيلها من جيل إلى جيل، فكوردستان عليها أن تفكر بالاستقلال بما فيها مناطقها المحتلة (المستقطعة) والتّوجُّه إلى بناء الإنسان الكوردي، والدفاع عن حقوق مواطنيها، فخيرات كوردستان الطبيعية والبشرية تكفي لبناء وتمويل دول بأكملها.
-خيرات كوردستان الطبيعية والبشرية تكفي لبناء وتمويل دول بأكملها
-منذ تأسيس العراق هناك تأجيل وترحيل وتراكم المشاكل من جيل إلى جيل